معبودات الاتحادات القبلية في اليمن القديم : تألب ريام أنموذجاً

محتوى المقالة الرئيسي

أ.د منير عبد الجليل العريقي

الملخص

من خلال الدراسة تبين أن المقصود بالمعبود تألب ريام هو القمر، لأنه حل محل المعبود سمع الذي كان يقصد به القمر، وغير اسمه بسبب علو مكانة اتحاد قبائل سمعي الذي قدسه بحيث أن كل كيان سياسي أو اجتماعي كان يحاول أن يبرز تميزه واستقلاليته المحلية عن الآخرين بإطلاق اسم للمعبود الذي يقدسه يختلف عن الأسماء المعروفة في الكيانات السياسية الأخرى على الرغم من أنها لها نفس الطبيعة. لم يقتصر وجود معبودات الاتحادات القبلية ومنها تألب ريام على فترة زمنية معينة من التطور الديني في اليمن القديم، وإنما ظهرت في فترات تبدأ من القرن الثاني ق. م حتى القرن الرابع الميلادي، وقد يتزامن وجود أكثر من معبود تتبع اتحادات قبلية مختلفة في نفس الوقت، كما هو حال كل من تألب ريام وذي سماوي. كما أن العاملان السياسي والاقتصادي هما المؤثران الرئيسان في بروز تلك النوعية من المعبودات وعلو مكانتها، ويتمثل ذلك في دور الاتحاد القبلي الاقتصادي أو الساسي في إطار التطور الحضاري لليمن القديم، أما العامل الديني فلم يكن له تأثير أساسي في ذلك واقتصر تأثيره على علوم شأن المعبودات الرسمية التابعة للممالك اليمنية القديمة مثل إل قمه وود وسين وعم حيث فرضت عبادتها على اتحادات قبلية أو قبائل أقل مكانة من الناحية السياسية أو الاقتصادية. هناك تفاوت زمني بين عبادة معبودات الاتحادات القبلية سواء من حيث بداية التقديس أو انتهاء العبادة، وفي هذا الجانب يبدو أن تألب ريام من معبودات الاتحادات القبلية المتأخرة التي ظهرت في قرون سابقة للميلاد بالمقارنة مع معبود قبلي آخر وهو ذي سماوي الذي بدأ تقديسه قبل تألب ريام ويعزو الأمر في ذلك إلى اختلاف طبيعة مكانة الكيانات السياسيان اللذان قدسا كلا المعبودين. يؤكد تشابه الطقوس والشعائر الدينية التي كانت تقام للمعبود تألب ريام خاصة – ومعبودات الاتحادات القبلية عامة – مع تلك الطقوس والشعائر الدينية التي كانت تقام للمعبودات الرسمية – التي قدست من قبل الممالك الكبيرة – على الطبيعة الكوكبية الواحدة لتلك المعبودات، وما اختلاف الأسماء بين تلك المعبودات الرسمية والقبلية إلا محاولة لإبراز الاستقلالية السياسية والمحلية لتلك الكيانات السياسية القبلية.

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
أ.د منير عبد الجليل العريقي. (2015). معبودات الاتحادات القبلية في اليمن القديم : تألب ريام أنموذجاً. مجلة القلم للعلوم الإنسانية والتطبيقية (علميَّة - دوريًّة - محكَّمة), 2(3), 274–302. استرجع في من https://quni.edu.ye/journal/index.php/alqalam/article/view/17
القسم
المقالات