القيمة الأخلاقية في تحقيق الاكتفاء الذاتي

الملخص

هَدَفَ البحث إلى إبراز دور القيمة الأخلاقية في عدالة توزيع الثروة، وإبراز أثر القيمة الأخلاقية في إشباع الحاجات، وتفاوت الثروة والدخل، وتحديد أدوات تحقيق العدالة والتخفيف من التفاوت، ونظرة الإسلام للعدالة تستهدف صاحب الحاجة، وحقه في إشباع حاجته، كما تستهدف صاحب الجهد المبذول وحقه في أن ينال مُقابل جهده ما يساويه من غير تعدٍّ أو انتقاص، كما تنطلق القيمة الأخلاقية في إشباع حاجات الإنسان من الهدف والغاية من خلقه، وإشباع الحاجات تُساعد الإنسان على القيام بأوامر الشرع ونواهيه، وإشباع الحاجات تشمل الفرد والأسرة والمجتمع والدولة، كما تُقرر القيمة الأخلاقية في الإسلام مبدأ التفاوت في الرزق حسب جهد الإنسان في الكسب، والإسلام طارد الفقر بأحكامه وتوجيهاته، ولا يَدَع الغني يزداد غِنى، والفقير يزداد فقراً، بل سن من التشريعات القانونية، والوصايا الأخلاقية ما يردم الفجوة ويُقرب الشُّقة بين الأغنياء والفقراء على مبدأي الوسطية والعدل، وضابط الإسلام في الحث على الغنى ونيل الثروة ألا يكون المال متداولاً بين فئة قليلة من الناس أو قاصرًا على أفرادٍ ودُول معينة، وأنْ لا يكون الغنى سببًا للطغيان ومجاوزة الحد في معصية الله عز وجل، وأنْ يُصرف وفق مراد الله عز وجل في المباحات بدون إسراف أو تبذير، وأنْ يُخرِج الغَنيُّ حقوقَ الله عز وجل في المال من الزكاة وصدقة الفطر والكفارات، وحقوق العباد من النفقات الواجبة وسداد الديون وغير ذلك.